کد مطلب:90506 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:337
وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، شَهَادَةَ إیمَانٍ وَ إیقَانٍ، وَ إِخْلاَصٍ وَ إِذْعَانٍ. وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ وَ أَعْلاَمُ الْهُدی دَارِسَةٌ، وَ مَنَاهِجُ الدّینِ طَامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَ نَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَ هَدی إِلَی الرُّشْدِ، وَ أَمَرَ بِالْقَصْدِ، صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ، فَإِنَّهَا الزِّمَامُ وَ الْقَوَامُ، فَتَمَسَّكُوا بِوَثَائِقِهَا، وَ اعْتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا، تَؤُلْ[2] بِكُمْ إِلی أَكْنَانِ الدَّعَةِ، وَ أَوْطَانِ السَّعَةِ، وَ مَعَاقِلِ[3] الْحِرْزِ، وَ مَنَازِلِ الْعِزِّ، فی یَوْمٍ تَشْخَصُ فیهِ الأَبْصَارُ، وَ تُظْلِمُ لَهُ الأَقْطَارُ، وَ تُعَطَّلُ فیهِ صُرُومُ[4] الْعِشَارِ، وَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ، فَتَزْهَقُ كُلُّ مُهْجَةٍ، وَ تَبْكَمُ كُلُّ لَهْجَةٍ، وَ تَذِلُّ[5] الشُّمُّ الشَّوَامِخُ، وَ الصُّمُّ الرَّوَاسِخُ، فَیَصیرُ صَلْدُهَا سَرَاباً رَقْرَقاً، وَ مَعْهَدُهَا قَاعاً سَمْلَقاً، فَلاَ شَفیعٌ یَشْفَعُ، وَ لاَ حَمیمٌ یَدْفَعُ، وَ لاَ مَعْذِرَةٌ تَنْفَعُ. وَ اعْلَمُوا، عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّهُ لَمْ یَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَ لَمْ یُرْسِلْكُمْ[6] هَمَلاً. [صفحه 247] عَلِمَ مَبْلَغَ نِعَمِهِ عَلَیْكُمْ، وَ أَحْصی إِحْسَانَهُ إِلَیْكُمْ. فَاسْتَفْتِحُوهُ وَ اسْتَنْجِحُوهُ، وَ اطْلُبُوا إِلَیْهِ وَ اسْتَمْنِحُوهُ[7]، فَمَا قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجَابٌ، وَ لاَ أُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ. وَ إِنَّهُ لَبِكُلِّ مَكَانٍ، وَ فی كُلِّ حینٍ وَ أَوَانٍ، وَ مَعَ كُلِّ إِنْسٍ وَ جَانٍّ. لاَ یَثْلِمُهُ الْعَطَاءُ، وَ لاَ یَنْقُصُهُ الْحِبَاءُ، وَ لاَ یَسْتَنْفِدُهُ سَائِلٌ، وَ لاَ یَسْتَقْصیهِ[8] نَائِلٌ، وَ لاَ یَلْویهِ شَخْصٌ عَنْ شَخْصٍ، وَ لاَ یُلْهیهِ صَوْتٌ عَنْ صَوْتِ، وَ لاَ تَحْجُزُهُ[9] هِبَةٌ عَنْ سَلْبٍ، وَ لاَ یَشْغَلُهُ غَضَبٌ عَنْ رَحْمَةٍ، وَ لاَ تُولِهُهُ رَحْمَةٌ عَنْ عِقَابٍ، وَ لاَ تُجِنُّهُ البُطُونُ عَنِ الظُّهُورِ، وَ لاَ یََقْطَعُهُ الظُّهُورُ عَنِ الْبُطُونِ. قَرُبَ فَنَأی ، وَ عَلاَ فَدَنَا، وَ ظَهَرَ فَبَطَنَ، وَ بَطَنَ فَعَلَنَ، وَ دَانَ وَ لَمْ یُدَنْ. لَمْ یَذْرَأِ الْخَلْقَ بِاحْتِیَالٍ، وَ لاَ اسْتَعَانَ بِهِمْ لِكَلاَلٍ. أَیُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا مَقَالَتی، وَ عُوا كَلاَمی، فَإِنَّ الْخُیَلاَءَ مِنَ التَّجَبُّرِ، وَ إِنَّ النَّخْوَةَ مِنَ التَّكَبُّرِ، وَ إِنَّ الشَّیْطَانَ عَدُوٌّ حَاضِرٌ یَعِدُكُمُ الْبَاطِلَ. أَلاَ إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ، فَلاَ تَنَابَذُوا[10] وَ لاَ تَخَاذَلُوا، فَإِنَّ شَرَائِعَ الدّینِ وَاحِدَةٌ، وَ سُبُلَهُ قَاصِدَةٌ، مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ، وَ مَنْ تَرَكَهَا مَرَقَ، وَ مَنْ فَارَقَهَا مَحِقَ. لَیْسَ الْمُسْلِمُ بِالْخَائِنِ إِذَا ائْتُمِنَ، وَ لاَ بِالْمُخْلِفِ إِذَا وَعَدَ، وَ لاَ بِالْكَاذِبِ إِذَا نَطَقَ. وَ نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ، قَوْلُنَا الْحَقُّ[11]، وَ فِعْلُنَا الْقِسْطُ، وَ مِنَّا خَاتَمُ النَّبِیّینَ، وَ فینَا قَادَةُ الإِسْلاَمِ، وَ أُمَنَاءُ[12] الْكِتَابِ، نَدْعُوكُمْ إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ، وَ إِلی جِهَادِ عَدُوِّهِ، وَ الشِّدَّةِ فی أَمْرِهِ، وَ ابْتِغَاءِ رِضْوَانِهِ[13]، وَ إِلی إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ، وَ حَجِّ الْبَیْتِ، وَ صِیَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ تَوْفیرِ الْفَیْ ءِ لِأَهْلِهِ[14]. [صفحه 248] أَیُّهَا النَّاسُ، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِیّینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: إِنَّهُ یَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَ لَیْسَ بِمَیِّتٍ، وَ یَبْلی مَنْ بَلِیَ مِنَّا وَ لَیْسَ بِبَالٍ. فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ، فَإِنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فیمَا تُنْكِرُونَ. وَ أَعْذِرُوا مَنْ لاَ حُجَّةَ لَكُمْ عَلَیْهِ، وَ أَنَا هُوَ. أَلَمْ أَعْمَلْ فیكُمْ بِالثَّقَلِ الأَكْبَرِ، وَ أَتْرُكْ فیكُمُ الثَّقَلَ الأَصْغَرَ؟. قَدْ[15] رَكَّزْتُ فیكُمْ رَایَةَ الْحَقِّ [ وَ ] الإیمَانِ، وَ وَقَفْتُكُمْ عَلی حُدُودِ الْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ، وَ أَلْبَسْتُكُمُ الْعَافِیَةَ مِنْ عَدْلی، وَ فَرَشْتُكُمُ الْمَعْرُوفَ مِنْ قَوْلی وَ فِعْلی، وَ أَرَیْتُكُمْ كَرَائِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ نَفْسی. وَ لَقَدْ أَحْسَنْتُ جِوَارَكُمْ، وَ أَحَطْتُ بِجُهْدی مِنْ وَرَائِكُمْ، وَ أَعْتَقْتُكُمْ مِنْ رِبَقِ الذُّلِّ، وَ حَلَقِ الضَّیْمِ، شُكْراً مِنّی لِلْبِرِّ الْقَلیلِ، وَ إِطْرَاقاً عَمَّا أَدْرَكَهُ الْبَصَرُ، وَ شَهِدَهُ الْبَدَنُ مِنَ الْمُنْكَرِ الْكَثیرِ. فَلاَ تَسْتَعْمِلُوا الرَّأْیَ فیمَا لاَ یُدْرِكُ قَعْرَهُ الْبَصَرُ، وَ لاَ تَتَغَلْغَلُ إِلَیْهِ الْفِكَرُ. مَعَاشِرَ النَّاسِ، إِنّی تَقَلَّدْتُ أَمْرَكُمْ هذَا، فَوَ اللَّهِ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ مَا أَصَبْتُ مِنْ مَالِكُمْ مُنْذُ وَلیتُ أَمْرَكُمْ قَلیلاً وَ لاَ كَثیراً إِلاَّ قَارُورَةً مِنْ دُهْنِ طیبٍ أَهْدَاهَا إِلَیَّ دُهْقَانٌ مِنْ بَعْضِ النَّوَاحی[16]. فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ، وَ أَنَّی تُؤْفَكُونَ، وَ الأَعْلاَمُ قَائِمَةٌ، وَ الآیَاتُ وَاضِحَةٌ، وَ الْمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ؟. فَأَیْنَ یُتَاهُ بِكُمْ؟. بَلْ كَیْفَ تَعْمَهُونَ، وَ بَیْنَكُمْ عِتْرَةُ نَبِیِّكُمْ، وَ هُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ، وَ أَعْلاَمُ الدّینِ، وَ أَلْسِنَةُ الصِّدْقِ؟. فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرآنِ، وَرِدُوهُمْ وُرُودَ الْهیمِ الْعِطَاشِ. أَلاَ وَ إِنَّ مِنْ أَعْجَبِ الْعَجَائِبِ أَنَّ مُعَاوِیَةَ بْنَ أَبی سُفْیَانَ الأَمَوِیِّ، وَ عَمْروَ بْنَ الْعَاصِ السَّهْمِیِّ، أَصْبَحَا یُحَرِّضَانِ النَّاسَ عَلی طَلَبِ الدّینِ، بِزَعْمِهِمَا[17]. وَ اللَّهِ[18] لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ [صفحه 249] أَنّی لَمْ أَرُدَّ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ[19] وَ لاَ عَلَی رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ[20]، وَ لَمْ أَعْصِهِ فی أَمْرٍ قَطُّ. وَ لَقَدْ بَذَلْتُ فی طَاعَتِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ، جُهْدی، وَ جَاهَدْتُ أَعْدَاءَهُ بِكُلِّ طَاقَتی[21]. وَ لَقَدْ وَاسَیْتُهُ[22] بِنَفْسی فِی الْمَوَاطِنِ الَّتی تَنْكُصُ فیهَا الأَبْطَالُ، وَ تَرْتَعِدُ فیهَا الْفَرَائِصُ[23]، وَ تَتَأَخَّرُ فیهَا الأَقْدَامُ، نَجْدَةً[24] أَكْرَمَنِیَ اللَّهُ بِهَا[25]، وَ لَهُ الْحَمْدُ. وَ لَقَدْ أَفْضی إِلَیَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا لَمْ یُفْضِ إِلی أَحَدٍ غَیْری[26]، فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ مَأْخَذَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَأَطَأُ ذِكْرَهُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْعَرَجِ. وَ لَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ إِنَّ رَأْسَهُ لَعَلی صَدْری[27]. وَ لَقَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ فی كَفّی، فَأَمْرَرْتُهَا عَلی وَجْهی. وَ لَقَدْ وَلیتُ غُسْلَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَحْدی[28]، وَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ[29] أَعْوَانی، فَضَجَّتِ الدَّارُ وَ الأَفْنِیَةُ، مَلأُ یَهْبِطُ، وَ مَلأُ یَعْرُجُ. وَ مَا فَارَقَتْ سَمْعی هَیْنَمَةٌ مِنْهُمْ، یُصَلُّونَ عَلَیْهِ، حَتَّی وَ ارَیْنَاهُ فی ضَریحِهِ. فَمَنْ ذَا أَحَقُّ بِهِ مِنّی حَیّاً وَ مَیِّتاً؟. وَ أَیْمُ اللَّهِ، مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ قَطُّ بَعْدَ نَبِیِّهَا إِلاَّ ظَهَرَ أَهْلُ بَاطِلُهَا عَلی أَهْلِ حَقِّهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ[30]. [صفحه 250] فَانْفُذُوا عَلی بَصَائِرِكُمْ، وَ لْتَصْدُقْ نِیَّاتُكُمْ فی جِهَادِ عَدُوِّكُمْ، فَوَ اللَّهِ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِنّی لَعَلی جَادَّةِ الْحَقِّ، وَ إِنَّهُمْ لَعَلی مَزَلَّةِ الْبَاطِلِ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَفَرَّقَتْ بِكُمُ السُّبُلُ وَ نَدِمْتُمْ حَیْثُ لاَ تَنْفَعُكُمُ النَّدَامَةُ[31]. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لی وَ لَكُمْ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی أَظْهَرَ مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ، وَ جَلاَلِ كِبْرِیَائِهِ، مَا حَیَّرَ مُقَلَ الْعُیُونِ مِنْ عَجَائِبِ قُدْرَتِهِ، وَ رَدَعَ خَطَرَاتِ هَمَاهِمِ الْعُقُولِ[1] عَنْ عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ.
صفحه 247، 248، 249، 250.
و نهج السعادة ج 1 ص 425. باختلاف بین المصادر. و نهج السعادة ج 2 ص 172.